آخر الأخبار

جاري التحميل ...

ايا كان الفائز فالشعب الامريكي حقق قفزة انسانية تقدمية كبرى بقلم:ابراهيم علاء الدين


ايا كان الفائز فالشعب الامريكي حقق قفزة انسانية تقدمية كبرى بقلم:ابراهيم علاء الدين
تاريخ النشر : 2008-11-03
لن يكون يوم غد الثلاثاء يوما عاديا في تاريخ الولايات المتحدة والعالم، فيوم الرابع من نوفمبر 2008 وبغض النظر عمن سيفوز بالانتخابات سوف يعلن عن مواثيق انسانية واجتماعية عالمية جديدة سيوقع عليها الشعب الامريكي حين يدلي بصوته في صناديق الاقتراع وسيتبعه العالم باسره ان اجلا او عاجلا، تقضي بضرورة انهاء كل اشكال التمييزعلى اساس اللون او الجنس، وتثبت قواعد جديدة للعدالة والمساواة والديمقراطية .
 وقبل المضي في عرض وجهة نظري اود التنويه بانني لا ارى كبير فرق بين المرشحين اوباما وماكين (وان كنت قد ادليت يصوتي سلفا لصالح اوباما باعتباري احمل الجنسية الامريكية) فيما يتعلق بسياسة الولايات المتحدة الخارجية، ولن يكون هناك تغيير كبير في السياسات التقليدية للولايات المتحدة فيما يتعلق بالقضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، حيث سيواصل البيت الابيض سواء كان ساكنه اوباما او ماكين انحيازه للعدو الصهيوني.nواذ اذكر هذا التنويه فانما كي انبه مسبقا بعض قصيري النظر بالا يشغلوا انفسهم كثيرا بمحاولة اثبات انني اقوم بمحاولة تلميع الوجه الامريكي البشع في تعامله مع قضايا الشعوب وتطلعاتها نحو الحرية واستقلال اوطانها.nn
عندما نؤكد ان يوم الثلاثاء ليس يوما عاديا فذلك لانه يعتبر تتويجا لعمل متواصل وصبور وتصميم عال وايمان بالمستقبل وبالتغيير ، فالولايات المتحدة شهدت منذ بداية العام الحالي تقريبا تغيرات جذرية تاريخية مرتبطة بالعدالة والمساواة ومناهضة التمييز العنصري، تعتبر بحد ذاتها انتصارا عظيما للشعب الامريكي، تضعه في ريادة شعوب العالم ، كونه يقوم بنسج معالم علاقات انسانية جديدة بين البشر، ويقود تغييرا هائلا في المفاهيم الانسانية، سوف يكون لها صدى واسعا على جميع شعوب الارض بدرجات متفاوتة طال الزمن او قصر
.nnفقد حقق الشعب الامريكي خلال الاشهر الماضية ما يمثل ثورة حقيقية في ميدان التحولات الاجتماعية، وفي ترسيخ مفهوم المواطنة القائمة على المساواة بغض النظر عن الاصل او اللون او الجنس، وتثبيت مباديء تكافوء الفرص والحقوق والواجبات امام القانون.nوهو بذلك يكون قد انجز خطوة تقدمية كبرى في تاريخ البشرية، وفي تاريخ الحضارة الانسانية، وتمكن وبشكل سلمي وعبر الحوار الديمقراطي وصناديق الاقتراع وفي ظل الدولة المدنية العصرية من الانتقال من حالة اجتماعية الى اخرى اكثر تقدمية واكثر تطورا وارتقاء
 وسيلقي هذا النجاح الباهر للشعب الامريكي بانتصاره على العنصرية وتعزيز مباديء الديمقراطية والمساواة والعدالة، بظلاله على العالم باسره، ومن ضمنه بلادنا العربية، بغض النظر ان كان سيد البيت الابيض رجلا ابيضا وسيدة بيضاء ممشوقة القوام، سيواصلا نهج الرئيس جورج دبليو بوش المدمرة، او رجلا اسودا ونائبا ابيضا معروف بعدائه لتطلعات شعوبنا العربية وصاحب نظرية تقسيم العراق الى ثلاثة دول.nn ومما يثير الاعجاب بالشعب الامريكي انه سمح لرجل من اصول افريقية اسود البشرة في مجتمع قام على استغلال واضطهاد السود، والتمييز العنصري ، الى ان يكون المرشح المنافس الاوفر حظا على رئاسة الولايات المتحدة، مما يعكس تراجعا حادا للافكار العنصرية القديمة   nn
وكم هي خطوة تقدمية كبرى قطعها الشعب الامريكي عندما لم يبد اهتماما بالاصول الطبقية للسيد اوباما الذي عاش طفولته وشبابه في ظروف قاهرة اجتماعيا واقتصاديا، مما يعكس مستوى عال من الادراك والوعي والايمان بالمساواة بين البشر بغض النظر عن اصولهم الطبقية.nولا بد من الاشارة ايضا الى ان الشعب الامريكي لم يبالي كثيرا بالاصول الدينية للافراد بالرغم من محاولة حملة ماكين التشهير باوباما باعتباره من اصول اسلامية، وفي ذلك ايضا فشلا لسياسة الرئيس جورج بوش الذي حاول في بعض المراحل ان يصور للشعب الامريكي انه يقود حربا صليبية جديدة ضد المسلمين، وفي ذلك ايضا انجازا هائلا يسجل للشعب الامريكي
  
وعندما يختار المرشح ماكين سيدة لتكون نائبا له ففي ذلك ايضا خطوة تقدمية كبرى، صحيح ان هناك شعوبا سبقت الولايات المتحدة بعقود اوصلت المراة الى اعلى منصب سياسي في البلاد وابرز مثل على ذلك السيدة انديرا غاندي في الهند والسيدة بنازير بوتو في الباكستان وان كانت السيدتان جاءتا الى السلطة عن طريق الوراثة على الاغلب باعتبارهما ابنتا قادة مؤسسين لكل من الهند وباكستان، ولذلك يكون المثل الاقرب للتجرية الامريكية هو السيدة مارجريت تاشر رئيسة وزراء بريطانيا، وهناك مثل اخر تمثله السيدة انجيلا ميركل المستشارة الالمانية
ولكن ما شهدته الولايات المتحدة سواء باختيار السيدة سارة بالين،وقبلها ترشح السيدة هيلاري كلينتون لتمثيل الحزب الديمقراطي في المنافسة على منصب الرئيس يمثل خطوة تقدمية كبيرة تتحقق للمرة الاولى بتاريخ الولايات المتحدة.nnوهذه التطورات على صعيد تقدم المراة الامريكية لشغل المنصب الاول والثاني في البلاد لم يأت فجأة، وانما في سياق عملية تطور تاريخية، بدات مع شغل السيدة مادلين اولبرايت لمنصب وزير الخارجية ، ومن ثم السيدة كوندليزا رايس وزيرة الخارجية الحالية.nوبذلك يكون الشعب الامريكي وكأنه يعيد اكتشاف ذاته، ويعيد انتاج قيمه الانسانية المبنية على التسامح والمساواة والديمقراطية، وهو بذلك يعطي دروسا لكل شعوب العالم وخصوصا شعوبنا العربية.nويكون الشعب الامريكي وفقا لهذه القيم الجديدة قد حدد وجهة بلاده على كافة الاصعدة ، واي شكوك بقيادة امريكا للعالم على اصحابها التراجع، لان الوقائع ما زالت تؤكد ان أي تطور في الولايات المتحدة تكون له ارتدادات قوية على العالم باسره، سواء كان تغيرا سياسيا او اقتصاديا او عسكريا او ثقافيا او علميا او فنيا او اخلاقيا.nn
فالتغيرات التقدمية في القيم الامريكية من زاوية تراجع حدة التمييز العنصري سواء كان ضد البشر على اساس اللون، او ضد النساء على اساس الجنس، تحمل في طياتها رياح التغيير الى دول العالم ، فكما هيمنت شركة ماكدونالدز وبورغر كينع والبيبسي كولا والكوكا كولا وانماط الاستهلاك الامريكية على العالم، فسوف تنتشر وتهمين مفاهيم المساواة بين البشر بغض النظر عن اللون او الجنس او الدين او الانتماء الطبقي على كافة الدول وبلا استثناء.nوبذلك يكون الشعب الامريكي قد وضع اساسا حقيقيا سوف يسهم في تطور وارتقاء البشرية بشكل عام
ومن الضروري الاشارة الى ان تمكن الشعوب من القضاء على مفاهيم التمييز باشكالها المتعددة يتطلب الارتقاء في كافة مناحي الحياة ، فالتغيير لا يتم هكذا بالعدوى بل بالعمل على توفير شروطه الموضوعية ومقوماته الضرورية وفي مقدمتها تطور اساليب العمل ووسائل الانتاج واعتماد العلوم والمعرفة الحديثة والبحث العلمي في انتاج الخيرات.nn
وسواء كما سبق واشرت كان سيد البيت الابيض رئيسا اسودا ونائبا ابيضا، او رئيسا عجوزا وسيدة شابة فازت بلقب ملكة جمال في بعض مراحل عمرها، فان الامر سيان بالنسبة لنا شعوب العرب، لكنها من زاوية اخرى وعلى الصعيد المحلي في الولايات المتحدة تشير الى ان الشعب الامريكي قد ثبت ورسخ عقدا اجتماعيا جديدا، من اهم بنوده ان باستطاعة أي شخص بغض النظر عن جنسه او لونه، يعمل بجد واجتهاد، ويمتلك العلم والمعرفة والتفكير السليم، والقدرات الشخصية ، واستطاع التميز والنجاح في عمله، ان يصل الى اعلى المناصب في الدولة بما فيها منصب رئاسة الدولة
وبذلك يكون الشعب الامريكي وكأنه قد حقق حلم مارتن لوثر كينع الذى قال "احلم بدولة يحكم فيها على الانسان على اساس عمله وليس على اساس لونه".nوارجو ممن لديهم مواقف مسبقة من الولايات المتحدة بسبب سياستها الخارجية ضد يلادنا، ان يقفوا مطولا امام التغيرات التي اشرنا اليها، وان يقارنوا بين انجازات الشعب الامريكي في ظل الدولة الديمقراطية، وبين ما تعانيه شعوبنا في ظل غياب الديمقراطية، ولا اجد ما يدعو الى ذكر امثلة في هذا السياق يتكرر ذكرها في كل وسيلة اعلامية وعلى مدار الوقت.nفمتى نصل الى دولة يحكم فيها على الانسان على اساس عمله وانجازاته ونجاحه وليس على اساس اصله وفصله وعشيرته وقبيلته وثراؤه وفقره؟؟nابراهيم علاء الدين 

عن الكاتب

محمد رجب

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة لـ

المختلف .. الرأي الحر ,, والتفكير الحر

2017