شعوب تفتقد الى القادة رغم اعدادها الغفيرة
بقلم:ابراهيم علاء
الدين
تاريخ النشر : 2008-06-12
أمامك خياران فقط للكتابة ..إما أن تكتب عن الواقع الحالي
فتقول ان اسعار البنزين ترهق كاهل المواطن واسعار البندورة والبصل لم تعد تطاق
والفقر يزداد والبطالة في ارتفاع والجوع ادي الى ظهور مصطلح شهداء الخبر (او
العيش)، او تغرق في ترهات الثقافة البائدة وهي تتحدث عن انجازات انتهى عمرها
الافتراضي قبل الف عام على الاقل، او تحاول ان ترشد بعض العوام من السقوط في براثن
الاحزاب الماضوية والخرافة والتضليل، او تعمل مرشدا مصلحا تهدي قيادات فتح وحماس
الى اهمية الوحدة الوطنية والمصالحة، و إما أن تكتب عن المستقبل. و في الحالة
الثانية هناك خياران أيضا إما أن يجد الكاتب نفسه و قد انغمس في رسم صورة المستقبل
على ضوء الاستنتاجات المنطقية للواقع الحالي، فتزداد الصورة قتامة و يزداد التشاؤم
لأن النتائج المنطقية للواقع اسوأ بكثير مما يتوقع أكثر المتشائمين و أشدهم
احباطا، او يكتفي باستعراض الطموحات دون اي اقتراحات عملية.
فالمعالم الرئيسية للصورة المستقبلية لواقعنا العربي تشير الى المزيد من الديكتاتورية و المزيد من الفساد و المزيد من هيمنة القبيلهوالعشيرة والعمدة ، والمزيد المزيد من الضياع و التردد وفقدان الاتجاه.
و نتيجة لذلك سوف تزداد الهيمنة الأجنبية على بلادنا ويتحقق المزيد من توثيق الروابط بين مصالح القلة القليلة المتحكمة برقاب البلاد و العباد وبين القوى الأجنبية بكل مسمياتها وألوانها.
اذا ما فائدة الكتابة عن الواقع و هو الذي يمكن تلخيصه بجملة واحدة . . . "الأمة بأكملها في حالة انهيار تام و شامل سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا و فكريا و ثقافيا"....
و مع ذلك تجد معظم الكتاب و المؤلفين و المؤرخين و السياسيين و حتى الفنانين و الفنانات ومن لف لفهم يكتبون ويتحدثون في المقابلات الصحفية و التلفزيونية عن أوضاع الأمة و حالها السيئة.
لكننا منذ أربعة عقود لم نقرأ أي موضوع يتحدث عن كيفية صناعة المستقبل الذي يلبي حاجة الأمة ويخرجها من حالها الراهنة. فالأمة بأكملها تفتقد الى برنامج المستقبل. الحكومات مرهقة بالتفاصيل. و معظم الكتاب و الصحفيين منخرطون في حفلة المديح للأنظمة و"انجازاتها العملاقة". و القوى السياسية تائهة ضائعة لا فكرا يوجهها و لا بوصلة تهديها الى الطريق القويم، و الجهود مشتتة مبعثرة و ضغوطات الأعداء لا تترك مجالا لالتقاط الأنفاس والتدهور يتواصل و يتعمق الاحساس بالهزيمة و العجز و الاحباط.
وسط هذه الحالة المزرية يظهر رئيس الولايات المتحدة ليعطي المواعظ والدروس و يتولي نيابة عن أولي الأمر فينا ويحدد كيف يجب أن يكون عليه مستقبلنا. و يظهر وكانة أكثر رحمة بشعوبنا المسحوقة المقهورة من اولي الامر فينا على تعدد اسمائهم وصفاتهم.
باختصار فإن كل ما يكتب في هذا الشأن يدفع المواطن العربي الى المزيد من الانكفاء والشعور بالهزيمة و الخضوع لشروطها القاسية، دون التشكيك بنوايا بعض أصحاب هذه الكتابات، ولكن طريق جهنم غالبا ما تكون مفروشة بالنوايا الحسنة.
فماذا تريد الامة ... ؟ انها تريد فقط اللحاق بالامم الاخرى، وهذا يحتاج الى اسقلال حقيقي سياسي و اقتصادي، و هذا بدوره يحتاج الى قوى سياسية لديها برامج شاملة قادرة على أن تقنع به الملايين. و أن يكون لديها أدوات لتنفيذه.
الأمة تحتاج الى ثورة ثقافية شاملة جوهرها الحديث عن المستقبل الذي تريد، و برنامجه وشروطه . . عندها يمكن بلورة قوى سياسية عريضة تستطيع أن تنتظم على برنامج وتدافع عنه.
الحديث عن الواقع لم يعد مجد الا من باب شحن الهمم و التحريض على الانتماء للمستقبل والحديث عن المستقبل المظلم الذي ينتظر الأمة اذا ما سارت التطورات مستندة الى القوى السياسية الراهنة ليس له من وظيفة سوى التحريض أيضا . . و لكن في كلا الحالتين ستكون النتائج عكسية و ستزيد الأمور تدهورا اذا لم يكن ذلك مقرونا مع وجود قوى سياسية حية لديها برامج واضحة و أدوات ووسائل تنفيذ حقيقية
فالمعالم الرئيسية للصورة المستقبلية لواقعنا العربي تشير الى المزيد من الديكتاتورية و المزيد من الفساد و المزيد من هيمنة القبيلهوالعشيرة والعمدة ، والمزيد المزيد من الضياع و التردد وفقدان الاتجاه.
و نتيجة لذلك سوف تزداد الهيمنة الأجنبية على بلادنا ويتحقق المزيد من توثيق الروابط بين مصالح القلة القليلة المتحكمة برقاب البلاد و العباد وبين القوى الأجنبية بكل مسمياتها وألوانها.
اذا ما فائدة الكتابة عن الواقع و هو الذي يمكن تلخيصه بجملة واحدة . . . "الأمة بأكملها في حالة انهيار تام و شامل سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا و فكريا و ثقافيا"....
و مع ذلك تجد معظم الكتاب و المؤلفين و المؤرخين و السياسيين و حتى الفنانين و الفنانات ومن لف لفهم يكتبون ويتحدثون في المقابلات الصحفية و التلفزيونية عن أوضاع الأمة و حالها السيئة.
لكننا منذ أربعة عقود لم نقرأ أي موضوع يتحدث عن كيفية صناعة المستقبل الذي يلبي حاجة الأمة ويخرجها من حالها الراهنة. فالأمة بأكملها تفتقد الى برنامج المستقبل. الحكومات مرهقة بالتفاصيل. و معظم الكتاب و الصحفيين منخرطون في حفلة المديح للأنظمة و"انجازاتها العملاقة". و القوى السياسية تائهة ضائعة لا فكرا يوجهها و لا بوصلة تهديها الى الطريق القويم، و الجهود مشتتة مبعثرة و ضغوطات الأعداء لا تترك مجالا لالتقاط الأنفاس والتدهور يتواصل و يتعمق الاحساس بالهزيمة و العجز و الاحباط.
وسط هذه الحالة المزرية يظهر رئيس الولايات المتحدة ليعطي المواعظ والدروس و يتولي نيابة عن أولي الأمر فينا ويحدد كيف يجب أن يكون عليه مستقبلنا. و يظهر وكانة أكثر رحمة بشعوبنا المسحوقة المقهورة من اولي الامر فينا على تعدد اسمائهم وصفاتهم.
باختصار فإن كل ما يكتب في هذا الشأن يدفع المواطن العربي الى المزيد من الانكفاء والشعور بالهزيمة و الخضوع لشروطها القاسية، دون التشكيك بنوايا بعض أصحاب هذه الكتابات، ولكن طريق جهنم غالبا ما تكون مفروشة بالنوايا الحسنة.
فماذا تريد الامة ... ؟ انها تريد فقط اللحاق بالامم الاخرى، وهذا يحتاج الى اسقلال حقيقي سياسي و اقتصادي، و هذا بدوره يحتاج الى قوى سياسية لديها برامج شاملة قادرة على أن تقنع به الملايين. و أن يكون لديها أدوات لتنفيذه.
الأمة تحتاج الى ثورة ثقافية شاملة جوهرها الحديث عن المستقبل الذي تريد، و برنامجه وشروطه . . عندها يمكن بلورة قوى سياسية عريضة تستطيع أن تنتظم على برنامج وتدافع عنه.
الحديث عن الواقع لم يعد مجد الا من باب شحن الهمم و التحريض على الانتماء للمستقبل والحديث عن المستقبل المظلم الذي ينتظر الأمة اذا ما سارت التطورات مستندة الى القوى السياسية الراهنة ليس له من وظيفة سوى التحريض أيضا . . و لكن في كلا الحالتين ستكون النتائج عكسية و ستزيد الأمور تدهورا اذا لم يكن ذلك مقرونا مع وجود قوى سياسية حية لديها برامج واضحة و أدوات ووسائل تنفيذ حقيقية