آخر الأخبار

جاري التحميل ...

سيدة عربية بقلم:ابراهيم علاء الدين



سيدة عربية بقلم:ابراهيم علاء الدين
تاريخ النشر : 2008-05-13

سيدة عربية باعـدت الاقـدار بينها وبين ديارهـا
سليلة نسب وحسب يمتد بين الاناضول وشامها
فارس يـعربي والـدها كوته الانقـلابات بنارها
وام رومية بيضاء شقراء واسعة زرقاء عيناها
*******
حمدانية في ازقة الشهباء درجت اولى خطاها
وفي شوارع بيروت العروبة تألقت في صباها
وفي بـغداد العبـاسية نـمت وكـبرت احـلامهــا
وفي عـمـان الهاشـمـية حـطت اخيـرا رحالهــا
*******
لا تسالي سيدتي لماذا عـمان اورقت ازهارها
و لماذا يا سيدتي بغداد حزنت واطفأت انوارها
و لماذا بـيروت تـفـجرت في الصيـف انـهارها
ولماذا حـلب الشهبـاء بـكت واتشحت بسوادها
*******
فحلب الكبرياء على فراق اهلها
تدمع عيناها
وبـيروت تغـني وتخبيء الاحبة
في مقـلتاها
وبـغداد يغـطيها الـدم تـذبح
في النهار ابنائها
وعـمان بـلقائـكم غـنـت
ورقـصت اشجارها
*******
وهي تقترب نحوي بأناة
تمالكت نفسها وحبئت خجلها
ففضحتها رعشة من يدها
وكست الحمرة خدها
واستـراحت كأمـيرة قربـي
وفي القـلب غـرزت سهـمها
تجـولت باعماق نـفسي
وافصحت بتردد عــن حزنها
ريـحانـة في ربيـع العمـر
تحمل عبء الحياة وهمها
*******
كالـهـمس بطـيـئا بطـيـئا
مسور بالكـبـرياء كـلامها
تـسبـقـه بـسـمة خـجـولة
بديعـة جميلة مـن شفتاها
تـفـرك كـفها بكـفها وتـشكـو
من حساسية أقـلقـت مـنامـها
ومـيـنـا بـبـراءة الاطـفـال
تـجـول حائرة بينـنا نظراتها
*******
ذهـبيـة الشعر وعلى جـبيـن البدر
ارخـت بدلال خـصلتاها
بـيـن جفـنين جذابين ناعسين
بدت واسعة خضراء عـيناها
حنـونة ناعمة ساحرة
جذابة وردية وجنـتاها
وتحت الكتـفـين تمرد وتردد
يشـكو ويـصرخ نهداها
*******
خميلة جلست على الاريكة
فازدان المكان بجمالها
اطلقت كفها من كـفها
فبدت اصابعها طويلة
جميلة ملونة اطرافها
فارعة الطول نحيلة الخصر
وفوق بعضهم استراح ساقاها
اذ مـشت غـازلت بـدلالها
الناظرين ورمتها بنيرانها

*******
مسكونة بالالوان الجميلة
كانها ترسمها بيديها
فيها الاخضر والابيض

لكن الخمري سيدها
سواء مـنسدل الاطراف
واسع فـضفاض او ضيقها
حتى حقيبة يدها لاناقتها
ترسل للعابرين سلامها
*******
مشرعة نوافذها للافق عله
يأتيها ولو باشارة تطـمئنها
وقلبها مضطرب قربه لا احد
يستحق ان تبث له حالها
واي كان عدد الذين حولها
فما بينهم من يـهديء بالها
ولا تجد الا وحدها تـبـثها
امانيها وحــيرتها واوجاعها
*******
ان الحـديث عن الجراح اشق على النفس من الجراح
فلا تقيمي في كأس المواجع ولا تستحمي بليل النواح
ولا تتـركي مـطر الحنين يهـمين على النـفس فيرتاح
وامـضي الى اخر الزمان فكل ما في الدنيا لك مستباح
*******
انزويت قرب ثنايا الروح
التقط المشاهد والمشاعر
واغوص في اعماق القلب
علني لا اكون مجرد عابر
فعما تبحثين سيدتي
يا اخاذة العيون ... عما تبحثين
عن أب يسورك الامان
ام عن أم تحيطك بالحنان
ام أخ يدفع عنك ابناء الجيران
أم صدبق وقت الضيق
يفرج عنك الاحزان
أم حبيب يحيطك بمرفقه
ويحميك من غدر الزمان
واذ جاءك احدهم وفيه كلهم
فماذا تفعلين؟
أذ جاءك من هو كلهم .... فخذيه
وتزيني به شعرة في هدبك
شعيرة في رمشك
كحلا لعينيك
ضميه لصدرك
ازرعيه في قلبك
واطلقي الوجد يطير مع اسراب الحمام
واتركي الفارس يتقدم ... يحرس نجمته
ويتركك فوق القمر تسكنين.
*******
فحروف دنيانا مغمورة بكل الوان الحياة
حرف توضأ واحترق
حرف تلون بالبكاء
حرف غادره الزمان
واخر يصنع الازمان
واخر تهتز له الاركان
وغيره لا يدركه النسيان
ومنه ما به لا يستهان
ومنه ما يجرح الوجدان
ومنه من يملأ المكان
ومنه لا يستحق الامتنان
ومنه من يغمرنا بالحنان
ومنه من يبث بنا الاحزان
هكذا هي دنيانا مغمورة بكل الوان الحياة
*******
فامضي يا سيدتي الى الامام
واعتلي عرش بلقيس
وكوني أميرة على بلاد الشام
وتأكدي انك سوف تبقين
في عيون الدنيا دوما سيدة الانام
-----------
ابراهيم علاء الدين - صحفي فلسطيني - الكويت
ملاحظة :
لا يكتب الشعر ولا يدعيه
وانما مجرد خواطر يحكيها

عن الكاتب

محمد رجب

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة لـ

المختلف .. الرأي الحر ,, والتفكير الحر

2017