آخر الأخبار

جاري التحميل ...

جمال عبد الناصر خالدا





عبد الناصر خالدا
 بقلم:ابراهيم علاء الدين
تاريخ النشر : 2008-07-23
اجواء الحارة مضطربة عدد من سيارات الشرطة تحاصر مداخلها ، تجمع رجال الحارة ومنهم والدي باب منزل اسرة المناضله عائشة عودة التي فجرت فندق الامباسادور في القدس بعد عام 67 ، وكانت التساؤلات تدور على الالسن دون تركيز، فالبعض يقول ربما هناك لصوص في الحارة، واخر يقول ربما خناقة، وثالث ربما في الحارة شيوعي ورابع .. لا لا الشيوعيين اعتقلوا في شهر اذار الماضي، اذا ما الموضوع ؟؟ لماذا كل هذا العدد من الشرطة والمخابرات؟؟
انفض بعض الاطفال عن تجمع الكبار، واخذوا يزحفون رويدا رويدا تجاه سيارات الشرطة ، سمعت احدهم بلباس مدني (يعني مخابرات) يتحدث باللاسلكي ويقول: طوقنا البناية والقوة جاهزة لاقتحام الشقة ، وما ان اغلق رجل المخابرات جهازه حتى نزل من السيارة وبحركة من يده اندفع نحو 6 من رجال الشرطة والمخابرات باتجاه بناية جيراننا ، وبعد اقل من عشرة دقائق نزلوا يجرون الشاب رياض منصور بعد ان وثقوا يديه والبعض يصفعه على وجهه والبعض يركله بالارجل ورياض لا يتكلم ، ولكنه اكيد كان يتألم.
رياض منصور هذا اصبح فيما بعد دكتورا وكان مسؤولا عن تنظيم الجبهة الديمقراطية في نيويورك، ويشغل الان منصب ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في هيئة الامم المتحدة.
لماذا اعتقل رياض منصور في صيف عام 1966 ؟ اعتقل لانه كان يحب جمال عبد الناصر.
وانا احب جمال عبد الناصر فهل سيعتقلني رجال المخابرات؟ اجابني والدي لا تخف فانت ما زلت صغيرا ، ولم يسرني جواب والدي فقد كنت اتمنى ان اكون بطلا كرياض منصور. فانا احب عبد الناصر مثله.
لقد احببت جمال عبد الناصر عندما شاركت في تظاهرة لاول مرة في حياتي صيف عام 1965 عندما سمعت الالاف يهتفون في الشارع الرئيسي المؤدي الى ميدان المنارة في مدينة رام الله "بدنا الوحدة باكر باكر مع هالاسمر عبد الناصر" وهتاف اخر تصدح به حناجر اهل رام الله الذين خرجوا كلهم في تظاهرة يطالبون بالوحدة مع مصر يقول : ابو خالد يا حبيب بكره حتدخل تل ابيب".
نعم احببت هذا الرجل الذي تهتف باسمه الملايين في كل عواصم العرب.
حصلت النكسة او الهزيمة او الكارثة في 67 ، فبكيت مع جدي يوم التنحي ، وحزنت يوم لبست مريم الاسود في ايلول، وبكيت وصحبي ونحن بالطريق الى دمشق يوم كان عبد الناصر الى مثواه الاخير يمضي.
وانخرطت بعدها في حركة النضال الوطني الفلسطيني، وكاد حبي لعبد الناصر يخفت مع الهجمة الضارية التي شنتها جهات عديدة على زعيم الامة ، لكن كل مشاعر الحب تاججت نيرانا في القلب وانا اقف امام ضريحه في القاهرة، ولم اتخيل انني اقف قرب جسد الرجل الذي الهمني حب وعشق هذه الامة من محيطها الى خليجها.
وبدلا من خفوت الاعجاب والتقدير لعبد الناصر الذي نهشته الكثير من الاقلام ، بل كان اعجابي به يزداد كلما سمعت او قرات خبرا او معلومة عن الرئيس السادات وتتاجج مشاعر الحب لشخصية عبد الناصر كلما شاهدت صورة السادات على شاشة التلفاز.
وفي القاهرة عرفت ماذا يعني السد العالي وماذا يعني بناء الاف المصانع وماذا يعني الغاء الاقطاع واعادة توزيع الارض على الفلاحين وماذا يعني مجانية التعليم وماذا يعني بناء العديد من المدن الحديثة وماذا يعني تطوير وسائل المواصلات وماذا يعني وجود عباقرة الادب والفن والسينما والغناء عرفت ان هذا يعني الحضارة والتطور والتقدم ،وعرفت ان كل ما شهدته مصر منذ ثورة 23 يوليو من ابداعات وانجازات في كل الميادين كان بقيادة واهتمام مباشر من عبد الناصر.
فلماذا لا احبه ويحبه الملايين؟
ففي ذكرى ثورة 23 يوليو تحية لقائدها لزعيم الامة ، لباني نهضة مصر الحديثة، لنصير الامة من المحيط الى الخليج.
ولا شك ان عبد الناصر الذي كان اول زعيم مصري يحكم مصر على مر عصور التاريخ منذ العهد الاول للفراعنة، خلق من المقومات ما سيمكن مصر من ولادة الف ناصر ، فمصر ولادة مصر ولادة .
ابراهيم علاء الدين

عن الكاتب

محمد رجب

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة لـ

المختلف .. الرأي الحر ,, والتفكير الحر

2017