في ذكرى النكبة .. فليبادر الوطنيون لانتزاع راية النضال
الفلسطيني من السلطتين
بقلم:ابراهيم علاء الدين
تاريخ النشر : 2008-05-17
لقاء بالصدفة على شبكة الانترنت جمعني بشابة فلسطينية من رام
الله عمرها 29 عاما ليست متزوجة تعمل في مجال الاعلام وناشطة في بعض مؤسسات
المجتمع المدني. كشفت خلاله الشابة عن مشاعر الناس العاديين بعفوية وصدق على الاقل
لانها لم تكن تعرف ان الذي يتحدث معها يعمل صحفيا وان حديثها سيجد طريقه للنشر.nnوقد تركز الحوار حول الاوضاع في
فلسطين وبشكل خاص حول الذكرى الستين للنكبة، والاجواء التي تسود اوساط الفلسطينيين
بهذه المناسبة.nفعبرت
الشابة عن استيائها الشديد من الاوضاع واعربت عن قلقها مما تحمله الايام المقبلة
من احداث وقالت ان الصورة سوداوية .. لكن الامل موجود .. وفيما يلي نص الحوار..nn- هل تعطيني صورة عن مزاج الناس
قبل يومين من الذكرى الستين للنكبة ؟ nn* هناك
كثير من الفعاليات وحركة نشطة بالداخل والخارج ، وانا بقترح ان يعم الصمت كل ارجاء
الوطن في ذلك اليوم ولا نعمل اي شيء ، لانه من المخزي ان تمر ذكرى 60 عاما على
النكبة ونحن في هذا العجز.nn- ما هو
راي الناس بالفصائل والحكومة وهل ما زال عند الناس امل بالسلام؟n* الناس
ناقمون بصورة عامة ولا احدا عنده امل بسلام ليوم واحد مع اسرائيل، لانها تثبت في
كل لحظة انها ضد السلام ، وللاسف الجميع لديه شعور باننا ذاهبون للاسوأ لان
المفاوضات ورغم التنازلات الكبيرة لم تؤدي الى شيء، والفصائل ذهبت للتهدئة بدون ثمن
ويمكنني القول ان سياسة القيادات الفلسطينية هي الاغبى من نوعها .nn- هل تعنين ان حالة من التذمر
تسود اوساط عامة الناس ؟n* منذ زمن طويل انصرف معظم الناس عن السياسة ، والكل انشغل
بهمومه الاقتصادية وتدبير قوت يومه، لقد فقدوا الامل بالسلطة والفصائل في احراز اي
تقدم سياسي.nn- هل معنى
قولك هذا ان الناس لم يعد لها ثقة بالفصائل؟n * الناس لا
يزالوا منقسمين بين فتح وحماس ، وهما تنظيمان لا يزالان يحظيان بشعبية واسعة ، لكن
هذه الشعبية تراجعت وانصرفت اعداد كبيرة عن مناصرتهما بسبب عجزهما عن تحقيق اي
انجاز على الارض ، وصراعهما على السلطة الذي يهدد كل ما حققه النضال الوطني
الفلسطيني ، بالاضافة الى الحالة الاقتصادية الخانقة التي يمر بها المواطن
الفلسطيني.nn- الا يوجد
امل بظهور طرف ثالث اكثر وعيا وادراكا لطبيعة الصراع واحتياجاته؟n* لا اعتقد
ان قوى اليسار لديها المقدرة فمعظم قوى اليسار اصبحت على الهامش ولا تمتلك سوى
شعبية ضئيلة جدا, واي مبادرات جديدة من اي اطراف اخرى لا تؤخذ على محمل الجد.n- هل انت مع فتح او مع حماس؟n* لست مع
اي منهما بل انا ضدهماnn- هل انت مستقلة تبحثين كالكثيرين عن طرف ثالث يستطيع قيادة
الشعب الفلسطيني نحو تحقيق بعض الامال ولو كانت صغيرة؟nn* لا لا ..
انا لا شيء ... ولكن لدي قناعة بان المقاومة هي الحل ، لكن هذه المقاومة لن تنجح
الا اذا تم حل السلطة الفلسطينية بشكل كامل، والقيت كافة الاعباء على الاحتلال كما
كان الوضع قبل اتفاقية اوسلو. اما المقاومة بشكلها وظروفها الحالية وتنازع الفصائل
على السلطة والمناصب فهي مقاومة عبثية وغبية تدمر القضية الفلسطينية.nn- هل يتبنى رأيك هذا الكثير من
الناس؟n*
ليس كثيرا من الناس ولكن هناك فئة واعية تعتقد بذلك ، ولكن للاسف
القرار ليس بيدها.n- ان حديثك
يشير الى ان الشعب الفلسطيني كانه يعيش في متاهه؟n* صحيح
وانا اسفة اذا اعطيتك صورة سوداوية عن الوضع هنا ... لكن صدقني الامل موجود في
قلوب الناس .. وهذا لم نجروء على فقدانه على الاقل.nn---
هذه المقابلة نقلت وجهة نظر مواطنة فلسطينية وهي لا تعبر بالتاكيد الا
عن وجهة نظرها ، ولا تعتبر مقياسا لقياس الراي العام الفلسطيني ، ولكنها بالتاكيد
تعكس وجهة نظر شريحة قد تكون واسعة او ضيقة ، ولكن قيمتها الحقيقية وما يعطيها
الوزن الذي تستحق معه النشر مستمدة من مجموعة المظاهر والظواهر التي شهدتها فلسطين
بمناسة ذكرى النكبة.nفمن ابرز
ما يعزز الامل في قلوب الناس وفق وجهة نظري والذي يعتبر تطورا ملموسا ايجابيا
ومؤثرا في مسار النضال الوطني الفلسطيني ويمكن المراهنة عليه وعلى تطوره هو ما
شهدته الاراضي المحتلة منذ عام 1948 من انشطة وفعاليات لم تشهده تلك الاراضي من
قبل.nوالذي
يدعونا للمراهنة عليه ان قيادة النضال الوطني في فلسطين المحتلة داخل الخط الاخضر
كما يقولون هو ان قيادتها اكثر وعيا وتطورا واستقلالية من مثيلتها الموجودة في
سلطة الضفة او سلطة غزة.nلكن الذي
يؤكد مخاوف الشابة الفلسطينية ويجعل من وجهة نظرها تعبيرا عن الوضع العام في الضفة
وغزة هو ما شهدته المنطقتان من احداث في اليوم الذي صادف ذكرى النكبة.nففي الضفة الغربية وحسب القنوات
التلفزيونية شارك نحو 10 الاف شخص في مدينة رام الله بفعاليات احتفالية مهرجانية ،
واطلقت خلالها بالونات سوداء بعدد الايام التي مرت منذ 15 ايار عام 48 وحتى 15
ايار 2008 ، وطبعا القيت الخطب وبحت الحناجر وهي تهتف لفلسطين، لماذا عشرة الاف
فقط اليس العدد قليل جدا ، خصوا اذا تذكرنا بيانات حزب الخرافة الاسلامي (حزب
التحرير الاسلامي) والتي كانت تتبجح باقامة مهرجان بمشاركة عشرة الاف شخص وفي رام
الله .nاما في
غزة فلا ندري ما هو السبب الذي منعت بموجبه حركة حماس تنظيم احتفالات بالذكرى ،
وقامت باعتقال المسؤولين عن تنظيمها ، كما اعقلت ثلاثة من مسؤولي حزب الشعب
الفلسطيني والذي اصدر بيانا ندد فيه باجراءات حماس ووصفها بالقمعية ، ودعاها فيه
للعودة عن انقلابها على الشرعية الفلسطينية.nنعتقد ان
الصورة واضحة واستطيع ان اغامر واتطرف واتفق مع وجهة نظر الشابة الفلسطينية بان
الصورة سوداوية بالفعل، والسبب الحقيقي لهذا السواد والتخبط والتراجع هو ضعف قيادة
الشعب الفلسطيني ، مما يتطلب والحال هذه بصورة جدية من الشعب الفلسطيني اذا اراد
ان يحتفل في الاعوام القادمة بذكرى النكبة وهو بحال احسن ويكون اقرب الى العودة
منها الى التشرد من جديد، عليه ان يبذل اقصى ما لديه من جهد لايجاد قيادة جديدة
تليق بهذا الشعب وتضحياته العظيمة.nفالشعب
الفلسطيني ينتظر مبادرة وانا على قناعة بانها ستجد التفافا شعبيا واسعا بسرعة غير
عادية ، فليتقدم البعض منكم لحمل راية النضال الوطني الفلسطيني.nابراهيم علاء الدينnصحفي
فلسطيني – الكويتn