آخر الأخبار

جاري التحميل ...

ايها الفلسطينيون احذروا الحرب الاهلية بقلم:ابراهيم علاءالدين


ايها الفلسطينيون احذروا الحرب الاهلية بقلم:ابراهيم علاءالدين
ابراهيم علاءالدين

لا مجال للحكماء،، ولا لدهاة السياسة ان وجدوا،، ولا للوساطات ايا كان نوعها عربية كانت ام اجنبية،، ولا لرجال الدين ايا كانت انتماءاتهم،، ولا للمحللين السياسيين او الكتاب او الشعراء ، ولا مجال لمؤسسات المجتمع المدني بانواعها ومسمياتها، ولا للمال والممولين، ولا للسلاح والمسلحين ، ولا مجال للمنظمات والفصائل السياسية او العسكرية ،، ليس لأي من كل ما سبق ذكره من دور في الرمحلة القصيرة المقبلة من دور الا واشدد الا بالعمل باقصى الجهود والطاقات وباخلاص شديد لمنع الفتنة ومنع جر الشعب الفلسطيني الى الاقتتال والدخول في حرب اهلية مدمرة.

فكل المؤشرات والدلائل والتصريحات تشير الى احتمال كبير للانزلاق الى هذه الحرب الفتاكة.

وحتى لا يتهمنا البعض باننا نبالغ في التقدير والتصور المتشائم تعالوا لنطلع على ما صدر من مواقف خلال الايام الثلاثة الماضية ، وبعدها لنرى ان كان هناك ما يوجب هذا التحذير.

واذا بدأنا من قمة الهرم السياسي نجد ان السيد الرئيس ابو مازن قد جمد الحوار السياسي مع حركة حماس، وبرر موقفه ذاك بتحميل حركة حماس المسؤولية، التي على حد وصفه خرجت في تصريحات مسؤوليها عما اتفق عليه في وثيقة محددات تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، التي بات الفلسطينيون يعتبرونها خشبة الخلاص من الاوضاع المأساوية التي يعانون منها سواء بفعل الحصار المالي والسياسي الدولي والعربي ، او بفعل استمرار عمليات القتل والاعتقال والتدمير التي ترتكبها قوات الاحتلال الصهيوني.

وردا على موقف الرئيس هذا حاولت حماس التنصل من المسؤولية وقال عدد من زعمائها ان الوثيقة المتفق عليها لا تتضمن الاعتراف باسرائيل ، فيما يطالب مسؤولي فتح على حد قول بعض قادة حماس ان تعترف حماس باسرائيل كشرط لتشكيل حكومة وحدة وطنية.

الصراع على المكشوف

وبدا الصراع واضحا ومكشوفا في دمشق التي قام رئيس الوزراء الفلسطيني السابق ابو علاء وهو احد ابرز قادة فتح والشريك الوحيد لابو مازن في صياغة اتفاق اوسلو.

ففي دمشق اعلن قادة حماس بوضوح انهم لن يقبلوا مطالب حركة فتح بالاعتراف باسرائيل كشرط لاقامة حكومة وحدة وطنية.

ورد عليهم بعض قادة فتح بان الاعتراف بالقرارات الدولية والاتفاقيات التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية ملزمة لاي طرف يرغب بالمشاركة بالحكومة العتيدة المنوي تشكيلها.

وتصاعدت حدة الصراع السياسي بقيام مجموعة من اعضاء حماس باغتيال مسؤول العلاقات الخارجية في المخابرات الفلسطينية التي تسيطر عليها فتح ، حيث تفيد مصادر فلسطينية موثوقة بان رسالة شديدة اللهجة وجهها عباس الى هنية يطالبه فيها بتسليم المتهمين بعملية الاغتيال ، وتبع ذلك مطالبة حركة فتح رسميا بتسليم المتهمين كما جاء في بيان لها اصدرته اليوم.

حماس تتحدى
وعلى صعيد حماس اعلن رئيس الوزراء اسماعيل هنية في خطاب وصف بالغاضب انه سيوجه خلال الايام القليلة القادمة خطابا شاملا الى الشعب يفتح فيه الكثير من الملفات ويتحدث فيه عن انجازات حكومته .

وحذر هنية " جميع الاطراف في الداخل والخارج التي تقف في صف المؤامرة ضد الحكومة ", وقال " ان حماس ليست ضعيفة وان خياراتها واسعة ومختلفة".

وتابع قائلا في خطاب امام مناصري حركة حماس الذين تظاهروا تأييدا له الليلة الماضية في غزة " ان صبر الحكومة وحماس واحتمالهما على ما يجري ليس من موقع الضعف.

واضاف في خطاب قال انه موجه للجميع "اياكم وأن تفكروا هذه الحركة بكل عناصرها وقادتها و حكومتها يمكن ان تتحول الى ارانب بسبب كرسي او منصب فالحركة هي مجموعه من الاسود التي تقود الشعب الي بر الامان".

و في نبرة تحدي واضحة قال هنية للمتظاهرين " ان التمكين و النصر لكم شاء من شاء و ابى من ابى."

واتهم هنية من وصفهم بـ" البعض " بانهم لا يريدون ان يدركوا ان انتخابات قد جرت وأن نتائج قد اعلنت و أن حماس أصبحت جزءا من النظام السياسي الفلسطيني, وان البرنامج السياسي الذي نتمسك به هو خيار الشعب الفلسطيني لانه خيار الثبات و المقاومة و الصمود والتغير".

وقال رئيس الوزراء "ستعلمون بعد حين حجم ما حققناه خلال الايام الماضية رغم الظروف الصعبة و سنقول ذلك لابناء الشعب الفلسطيني سواء في خطاب او حلقات متلفزة ".

اتهامات مباشرة

ومن جانبه قال حسن الصيفي القيادي في حركة حماس في كلمة امام الاف المتظاهرين من حركة حماس امام المجلس التشريعي الليلة الماضية "لقد حاولوا منعنا من دخول الاموال فأدخلناها بارادتنا، وحاولوا بدء العصيان المدني وتعطيل المسيرة التعليمية فمنعناهم بارادتنا،

و بسيوف المتطوعين من حركة حماس".

وتابع مخاطبا الجموع الغفيرة قائلا " يا قوافل القسام و يا جند حماس سنكتب التاريخ بدمائنا التي كتبنا بها في 25 يناير ".

ووصف الصيفي من قاموا باعتراض موكب رئيس الوزراء بـ "السفهاء" الذين "ظنوا ان عظام حماس هشة يمكن ان تداس ". مشيرا الى ان ضباطا ينتمون لفتح هم من اعترض الموكب. معتبرا ما جرى امام المجلس التشريعي بانه يعبر عن افلاس للذين قاموا به أمام صمود الحكومة، داعيا من تعرض"لرمز السيادة الوطنية" الى اعادة قراءة التاريخ عندما "تعرض السفهاء الى دعوة رسول الله".

الله اكبر انظروا الى ما يقول السيد الصيفي انه يعتبر حماس تقوم بما قام به الرسول العظيم لنشر الدعوة الاسلامية، تأملوا معي ماذا يعني هذا الكلام ، اليس معناه ان حماس لا يأتيها الباطل من امامها او ورائها ، وان كل من يقف في طريقها ستسحقه لانها تجمل وتبشر بما بشر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، " !!!!


وتابع الصيفي يقول " لقد رفع رئيس الوزراء هنيه شعاره الخالد نجوع و لن نركع حيث انتصرت معركة الامعاء الخاوية على مؤامرتهم القذرة و اليوم استكملت حلقات المؤامرة عندما تحرك السفهاء " .

ليس المهم هنا البرهنة على خطأ ما يقول الصيفي فالامعاء الخالية ابدا ما كانت انتصرت في معركة. ولكن تأملو النبرة اللفظية في كلام هذا القيادي، الا تشير الى انطلاق مارد الغضب والتحدي من عنانه، وان الدفاع عن الحركة "المقدسة" وقادتها وبقائها في كرسي السلطة يمثل الهدف الاعلى حتى وان كان ثمنه اسالة الدماء انهارا في شوارع غزة ومدن فلسطين الاخرى.

الا ترو معي مدى خطورة ما يقول هذا القيادي؟


تأكيد على التحدي

واذا كنتم ما زلتم لا ترو بكلامه ما يبعث على الرعب وليس فقط الخوف من الاتجاه الذي تسير به الاوضاع فان الصيفي سوف يساعدكم على ذلك عندما وجه خطابه لمن وصفهم بـ " العابثين الذين ملؤوا البلد بالدماء و الفلتان و الاغتيالات" مشيرا الى ان حركة حماس تعرفهم و تستطيع ان تسميهم "و لكن لصبر الحركة حدود" .

و هدد الصيفي من وصفهم بـ"الرموز الكبيرة الحقيرة" التي تحرك الصغار بانهم اذا تخطو الحدود الحمر فانهم ليسوا بمأمن.

اليس واضحا الان ما نحذر منه " اذا تخطو الحدود الحمر فنهم ليسوا بمأمن" الا تعني هذه العبارة ان هناك ناس مهددون بالقتل ، والا يعني ذلك ان فتح سوف ترد بقتل مسؤولين من حماس اذا قتلت حماس بعض قادتها، اليست هذه هي الحرب الاهلية؟ او باديتها بالاحرى؟

تهديدات مضادة

لكن الطرف الاخر لم يجلس صامتا بل ربما كان هو الذي بادر باثارة الصراع السياسي "على المكشوف" وان بعض قادة فتح يرون بان حل الازمة مع حماس تتطلب فكها بالاسنان على حد تعبير رئيس كتلة فتح بالمجلس التشريعي السيد عزام الاحمد.

فقد حذر الاحمد من حرب اهلية ظهرت نذرها امام المجلس التشريعي اليوم اذا لم يصر الى توافق وطني حول وثيقة الوفاق التي تعرضت الى خرق عبرتصريحات رئيس الوزراء كما قال.

وطالب الاحمد في تصريحات صحفية الرئيس ابو مازن باستخدام صلاحياته لوقف التدهور ومنع الفتنة الداخلية التي تلوح نذرها في الافق , واضاف " نحن بحاجة الى حل العقدة بالاسنان عبر استخدام الرئيس صلاحياته الدستورية والقانونية لاننا سائرون الى حرب اهلية وفتنة داخلية وخير دليل ما مثله الموقف اليوم امام التشريعي".

وحذر الاحمد من تفكك المجتمع الفلسطيني جراء ما وصفه" بالتعنت الحمساوي " و" الفكر التسلطي والارهابي" لفرض الرأي على الاخر بالقوة.

واتهم الاحمد وزير الداخلية بعدم " تحريك ساكن" ازاء ما وصفه بعمليات الاغتيال واطلاق النار التي تحدث خاصة ما حدث في اغتيال العميد التايه ومرافقيه الاربعة من قبل اشخاص قال انهم معروفون لديه وبالاسماء مشيرا الى ان ذلك يكشف سير الحالة الفلسطينية نحو الهاوية.

وانتقد الاحمد بشدة ما وصفه بـ" عصابات التسلح " التي تظهر ليل نهار في غزة والضفة وهو ما يحمل نذر خطر يهدد المجتمع الفلسطيني برمته بعد ان فشلت السلطة في توفير الحماية للمواطنين كما قال.

وحمل الاحمد رئيس الوزراء مسؤولية تجميد تشكيل حكومة الوحدة بسبب ما صدر عنه من تصريحات " غير مبررة لا تعترف بالاتفاقات الدولية وبمنظمة التحرير ".

حملة فتح تتواصل

تواصلت حملة فتح على حماس عبر قيادي اخر من حركة فتح وهو النائب الدكتور نبيل شعث الذي قال "ان حركة فتح خطت خطوات مهمة وكبيرة في الوقت الذي تبدي فيه حماس تخوفا واضحا من فكرة الحكومة الوطنية بانها ستاخذ منها ما كسبته في الانتخابات , وحماس داخليا لم تتوصل بعد الى حقيقة فهم برنامج حد ادنى يكسب الدعم الدولي ".

ووصف شعث خطوات حماس بالمرتبكة بسبب ما وصفه بغياب الوعي السياسي لديها.

واضاف " ليس هناك احد يطالب حماس بان تعترف باسرائيل او تتنازل عن مواقفها فالمهم هو كيف نتصرف لتوجيه المصلحة الوطنية وليس مصلحة اخرى ولكن غياب الوعي السياسي لحماس دفعها الى الارتباك".

وقد سبق الاحمد وشعث تصريحات نارية لنبيل عمرو مستشار الرئيس عباس ولاحمد عبد الرحمن القيادي في فتح، ولياسر عبد ربه الذي ليس هو في فتح ولا في أي تنظيم ذو قيمة سوى انه صديق مقرب من فتح ويطمع بان يكون وزيرا في حكومة قادمة.

حماس غاضبة

اما الناطق باسم الحكومة د. غازي حمد فقد وصف من قام باعتراض موكب هنية بـ "بعض الغوغائيين" وقال عن الحادث ب " المخطط له والمعد بطريقة مقصودة ولأغراض غير نبيلة".

معربا عن استهجانه لقيام بعض النواب بتحريض المتظاهرين لإعاقة موكب رئيس الوزراء.

وفي كل العبارات السابقة اشارة تنظيم حركة فتح ومسؤوليها.

كما اتهم الناطق الرسمي تلفزيون فلسطين الذي تسيطر عليه فتح بنقل صور محددة،" ما يشير إلى أن كل ما حصل كان معداً مسبقاً وبغرض عرقلة جلسة التشريعي ومشاركة رئيس الوزراء بها".

واضاف الناطق قائلا "لقد صبرت الحكومة طويلاً وكانت تتوقع أن يرتدع هؤلاء، ولكنهم يأبون إلا نشر الفوضى والاضطراب في ساحات الوطن".

ووصف الناطق ما جرى بانه يفتقد إلى أدنى درجات اللياقة والمسئولية ويساهم في تسميم الأجواء وزيادة حالة التوتر والاحتقان في الشارع الفلسطيني.

ما هي الدلالات التي تشير اليها جمل وعبارات والفاظ الناطق الرسمي باسم الحكومة وهو بالطبع قياديا في حماس؟؟

الا تعني بوضوح ان حماس باتت على قاب قوسين او ادنى لقطع الخيط المشدود بقوة بينها وبين فتح؟ وماذا يعني ذلك غير الحرب الاهلية؟

اما محمد دحلان الذي لا تخرج تصريحاته عن اهداف ذاتية خاصة به فيقول وهو رئيس اللجنة الامنية في المجلس التشريعي ومن قيادات فتح "ان الظروف التي تواجه الشعب الفلسطيني حاليا قاسية ومؤلمة وتحتاج للتحلي بالصبر بعيدا عن العصبية" . وقال "ان الوضع الحالي للشعب الفلسطيني في مهب الريح" .

الصوة قاتمة جدا

وطبعا هناك العديد من المؤشرات والاشارات الى تصاعد حدة الاصطفاف بين الفريقين (فتح وحماس) وقد برز ذلك واضحا في محاولة فتح اسقاط حماس من خلال ما يمكن تسمته بالعصيان المدني عبر الاضرابات احتجاجا على عدم دفع رواتب الموظفين ، وكيف حاولت فتح ان تدفع بعض المدارس للاضراب بقوة السلاح، وكيف جندت حماس عناصرها من مدرسين وموظفين وخطباء وأئمة مساجد لكسر الاضراب ، عدا عن التعديات الامنية في شوارع غزة من قبل انصارهما على بعضهما البعض حتى اصبحت هناك مناطق في غزة قاصرة السيطرة فيها على الحمساويين ، واخرى على الفتحاويين ، مما يعيد الى الاذهان قرب صورة المتاريس في بيروت في سنوات الحرب الاهلية عامي 75و 76. ويخشى ان تكون اكثر ضراوة واكثر قربا من الحرب الاهلية الدائرة في العراق بين السنة والشيعة.

.

وتزداد المخاوف بشدة من احتمال نشوب حرب اهلية لا سمح الله مع تمادي كل طرف من الطرفين في التمسك بمواقفهما وشعاراتهما ، وحرصهما على السيطرة على مقاليد السلطة والزعامة ، وقيام كل منهما بحشد ما لديه من عناصر قوة محلية وخارجية.

اما هذه الصورة القاتمة، ولتفادي السقوط في حرب اهلية ضروس سوف تكون الخطوة النهائية على طريق تصفية القضية الفلسطينية برمتها فان كل المخلصين ايا كان موقعهم ومستواهم وانتمائهم مطالبين اكثر من أي وقت مضى بنزع فتيل الصراع ، وتهيئة اجواء المصالحة ، وتشكيل حكومة وحدة وطنية على اساس "وثيقة المحددات بنقاطها السبع " والتي تتضمن الاعتراف بالقرارات والاتفاقيات الدولية ، وغير ذلك فالحرب الاهلية آتية لا ريب
تاريخ النشر : 2006-09-22 

عن الكاتب

محمد رجب

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة لـ

المختلف .. الرأي الحر ,, والتفكير الحر

2017