آخر الأخبار

جاري التحميل ...

حوار مع صديقي ابراهيم بقلم:خالد عبد القادر احمد


حوار مع صديقي ابراهيم بقلم:خالد عبد القادر احمد
تاريخ النشر : 2009-07-21

khalidjeam@yahoo.com

اخي ورفيقي ابراهيم علاء الدين
تحياتي اليك وللعائلة
كعهدك دائما مركز حوار متنفل في حياتك الشخصية او على الصفحات الورقية والالكترونية , لا بترتاح ولا بتريح كما يقال , وكعهدك يشغلك دائما موضوع النمو والتطور الحضاري , الذي ما انفككت ترى انه يجب ان يستند الى روح ايجابية , وهو امر لم نختلف حوله يوما
في مقالة اليوم التي ترد بها على مقالة الدكنور شامل ارى كثير من محاولة الارتكاز الى الموضوعية في الرؤية والتحليل والاستنتاج , وهو امريحسب لك ولمن ساهم في الحوار ولكم الشكر عليه كدعوة مخلصة للعقل لان يكون اكثر من ( زينة ) فلقد تزينا به كثيرا وقد ان اوان ان يعتري هذا العقل بعض غبار وانهاك العمل
لقد لخصت وزملائك المتحاوريين الكثير من الاسباب التي من وجهة نظركم اعاقت تحقيق هدف النهوض التنموي وابقته في اطار النية الحسنة , وهي وجهة نظر سليمة بصورة عالية التحقق , ساحاول هنا ان استجمعها بالنقاط التالية لعلي اكون قد احسنت ادراكها
النقطة الاولى ارجاع السبب الى افتقاد الموضوعي الاقتصادي التطوري الذي يطرح الحاجة لحراك نهضوي تطوري , وطبعا انا افهم ان طرح المسالة هنا نسبي كما هو في الاسباب الاخرى
النقطة الثانية هي في افتقاد الروح القتالي الثقافي الفكري التطوري عوضا عن التحلي بها كعامل تحريض نفسي ثقافي سلوكي لعملية التنمية الحضارية ونهوضها الشامل
النقطة الثالثة هي في استمرارية عملية تعطيل العقل واستبداله بنهج النقل الحضاري ,
النقطة الرابعة هي في افتقاد حالة التصالح بين اطراف النظام ان من حيت المحتوى الطبقي او من حيث الموقع من السلطة وما يستتبعها من سيطرة وتوجيه برنامجي ومنهاجي في مسالة النهوض والتطور
النقطة الخامسة هي عامل الاستعمار و دوره في تعطيل مسار التطور الحضاري بحكم حاجته الى الابقاء على فارق التفوق بينه وبين المستعمرات وضرورة اعادة صياغتها على صورة احتياجاته القومية الخاصة
فعلا لقد كانت كل النقاط السابقة من اسباب وعوامل تباطؤ عملية النهوض الحضاري وشموليتها ولكم على تحديدها الشكر وللمهتمين من اصحاب القرار اهمية وضرورة الافادة من هذا الجهد ولكن هل يقف الامر عند ذلك فحسب , ام يوجد من الاسباب الموضوعية ما هو اكثر من التي تم تحديدها
ان كل الاخوة والرفاق اللذين انخرطوا في الحوار انطلقوا من مسلمة الوحدة القومية ووحدة مشكلتها ووحدة الحل المطلوب لهذه المشكلة حيث المريض واحد والسبب واحد والعلاج واحد, فهل كان من الموضوعية توحيد حالة عدم التكافؤ الراهنة بين مجتمعات المنطقة الناطقة باللغة العربية وظروفها وتباينات اوضاعها في سلة مسالة النهوض , هنا يبدو ان خرقا في السلة يسقط القضية الفلسطينية منها فتبقى مكونات السلة اكثرانسجاما لقابلية التوصيف والتشخيص والعلاج وبهذا الصدد لا اود طرح اسرائيل بعلاقتها بحالة النهوض الحضاري في المنطقة حتى لا تثار اسئلة اكثر ارباكا
جانب اخر للمسالة فيما يتعلق بمن تبقى بعد اسقاط الوضع الفلسطيني هو تكافؤ العلاقات الداخلية بين الدول والمجتمعات الناطقة بالعربية ,القضية الكويتية العراقية والقضية السورية اللبنانية وقضايا الحدود وترسيمها وحتما القضية الفلسطينية وعلاقتها بكل من الاردن ومصر وسوريا بقرار التقسيم واستحواذها على اقسام من فلسطين ونشوء علاقات تفوق اثني داخل (مجتمع قومي واحد) تدعو الى حالة تفاوت في تفوق عرقي وخصوصية في التكوين الطبقي لنفس المجتمع الواحد الامر الذي لا يشكل العامل الرئيسي فيه عاملا قوميا غريبا فما دور هذه العوامل في اعاقة التنمية والنهوض الحضاري
عامل اخر ايضا هو في حالة عدم وجود التكافؤ في الثروات بين هذه المجتمعات حيث لا تزال بعض مجتمعات المنطقة تعيش مسار حركة التطور التاريخية ( العادي ) في حين قفزت الاخرى فجأة الى حالة )تسارع ( فيه حيث نشأ تبعا لذلك علاقات تجاذب للثروة ذات جوهرقومي محافظ بينها. فبينما طرف منها يريد اعادة تشغيل ثروة الاخر لصالح مجتمعه الخاص نرى مالك الثروة يريد الحفاظ عليها وتشغيلها بشروط استثمارية كما هي بين القوميات المختلفة
ان نقد الفكر الديني والعرفي السائد اجتماعيا لا يمكن له ان ياتي بالنتائج العلاجية المرجوة إلا في حال اتسم الفكر الليبرالي التقدمي بالموضوعية والاعتراف بان بوابة الدخول الى جنة النهضة الحضارية يتطلب في ابسط مطالبه الاقرار بما ترتب من حقائق موضوعية في المنطقة افرزها مسارها التاريخي في التطور اللامتكافيء , والا استمر النهجين المحافظ الغيبي والليبرالي العملي بالتقاطع على ناصية الاتفاق على تغييب الحقيقة الموضوعية الامر الذي يجعل منهما بندقيتين تطلقان النار من مواقع مختلفة على عدو مشترك هو _الموضوعية_


عن الكاتب

محمد رجب

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة لـ

المختلف .. الرأي الحر ,, والتفكير الحر

2017